عندما كنت صغيرًا

اتسمت منذ نعومة أظافري بالشقاوة، كانت عماتي يطلقن عليّ لقب (الشيخ نبوي) -وليس لديّ أي فكرة لِمَ قد يُطلق هذا الاسم على طفلٍ صغير - أجري في ساحات المنزل ليلًا نهارًا دون توقف… أدركوا جيدًا أنني لن أكون كحالهم، صامتًا هادئًا باردًا برودة تفوق جبال الاسكا، فقط ورثت شيئًا واحدًا…اسمهم . في أحد المرات كنت ألعب الكرة في الشارع وأذكر هذه المرة تحديدًا، ألعب لساعات مستغلًا غياب والدي -القادر على ترويضي- حتى لمحته قادمًا من بعيد اختبأت في إحدى الحارات الصغرى وما لبثت دقائق حتى قدمت سيارة من بعيد فنظرت لصديقي وقلت له سأضع الكرة هنا وقبل أن تصل السيارة سوف أنقض عليها مثل "عصام الحضري" وبالفعل قد فعلت وكسبت الرهان، ثوانٍ ووجدت نساء شارعنا تولول والدماء تغطي عيني، صعدت للمنزل وجدت أبي قد لطم بيديه على جبهته وعمتي تصيح "يلهوي…دة كله عشان مش بيبطل شقاوة…يلهوي " دائمًا ما كان والدي يُقص علينا حكاوي التاريخ تحديدًا هتلر واليهود وما فعله بهم، وبسبب كرهه الشديد لهم، وُلد بداخلي نفس الشعور، لذا قررت أنا وأخي ابتياع علبة كبريت ك...