صخبٌ في رأسي
في داخلي قلبٌ، ينبض،
يستقبل دمًا، يضخه، ينتابه الهلع، الطمأنينة، الخوف، الأمان، القلق، الراحة، يتأثر
بالعصب السمبثاوي، والعصب الباراسمبثاوي، وينبض ويستقبل دمًا، يضخه…هلم جر
نعم ينتابني الحب، أو للصدق -ربما- مرة الآن، الأمر وما فيه أن لي عقلًا، يخشى على قلب أبق، فيحجمه ويلجمه، وبكلمة ربما يجرح القلب جرحًا لا يندمل ولا يبرأ، وتذبل تلك الزهرة القاطنة بجوار عاطفيَ الخامدة
ما الحب إلا كلمة،
ألقاها الله في قلب آدم إذ خُلقت من ضلعه…أنا فقط أخشاها، أظنها شيطان مريد في ثوب
ملاك ذا أجنحة يطوف الباطن فلا يعود كسابق عهده، ويسلب العقل سلبًا لا تفعله به
خمر عتيق
ما رأيك إذ قلت كلمة (أحبك) ثم عادت (وأنا أيضا)، هي كبيت شعرٍ نظمه (عنترة)، كفرحة (كولمبوس) حين اكتشف قارة (امريكا)، كابتسامة فتاة رأت سرب الحمام فذهبت تنثر له البذور، كقفزة طفلة أُُهديت دميةَ، كاندفاع طفل سدد كرة تجاه المرمي لأول مرة، ككلمة (أحبك).
أما عن (أسف لا أملك تجاهك مشاعرًا)، فهي بؤس (عنترة) عندما تذكر كونه عبدًا، كعبس (الهنود الحمر) بعد احتلالهم من (كولمبوس)، كإنكسار قلب الفتاة لما حلق السرب، وكحزن الطفلة حين تشوهت دميتها، وكانتكاص الطفل عندما غيرت الكرة مسارها، ككلمة (أسف).
تقولين لي : ما يضير الفتي إذ أعُجب، ليس عيبًا، ربما يحتاج فقط لإظهار الرغبة في الاحتفاظ بها لكنه لا يضيره شيءٌ، إن الفتيات ملخوقات ناعمة، تحتاج لمن يراها جميلة، لطيفة، وربما مختلفة، يحترم أفكارها، وعقليتها، يثق في أرائها...ربما نحن جميعًا متشابهون ولكن بنسب متفاوتة لكننا نحب من يرانا مختلفين عن باقي نوعنا، تمامًا هذا ما يحدث عندما تتملك مشاعر ما تجاه أحد منا.
أتعملين كم عدد المرات
التي فقدت فيها شيئًا أحبه؟ ربما أنا من هؤلاء الأشخاص الذين لا يستخدمون مشاعرهم
بشكل كاملٍ، ربما عقله أكثر، لكن ما ثم أن يتعلق قلبي بمجرد اطمئنان عقلي...أفقده.
ربما أنا لم أخف أبدًا أبدًا من المستقبل، لكن بما أني أحببته فأخشاه، وبما أني أتخيلك فيه فأخشاه أكثر، كل شيء لم أحبه حصلت عليه، كلية طب لم أحبها ومن ثم دخلتها، هاتف ثمين لم أحبه لكنني أُهديته، أما عن الكتابة التي أحببتها، لم تغنِ ولم تسمن من جوع، لم أجد شخصًا يقدرها وربما تكونين أحد هؤلاء، ولم أهتم لنشرها، فقط أُنسج من أوجاعي خيوطًا تذكرني بمن أكون وما مررت به.
لا تغرنك ابتسامتي، وطبيعتي الساخرة، فدائمًا ما يختفي وراءهما أوجاع أليمة، لقد اعتدت أن أشجع نفسي، أشد أزرها بساعديّ، لم أرمِ بالًا -ولو لمرة واحدة- لرأي أحد بي، لم اسمتع ولو لثانية عما يظنه الجميع تجاهي، فقط كل خوفي أحب شيئًا فيهجرني لمجرد أني أحببته.
أحيانًا اسأل باطني، من أنت؟ ومن أنتِ يا نفسي؟ أأنت فكر الطبيعة الحر الطلق؟ أم وعي كامل ممتليء الأركان؟ أم صورة أفكاري؟ أم هيئة ما وددت أن أكون عليه؟ هل تكونين شبح الذكريات الكامنة؟ أم مواضيع حزن تراكمت؟ ربما ضوضاء غير متناهية لا يمكن لملمتها في إطار، أم أنا كلمة (أحببت) قاطنة بجوار عواطف خامدة.
لقد كتب على أمثالي من هم عاشقي الحرية، والإنطلاق، ألا يرتبطوا بشيءٍ، لأنه سيكبلنا، ويحاول أن يعوقنا، سينجح -ليس طويلًا لكن لن يظل ظاهرًا علينا، سنتخلص من الشعور، سنعود، سنطلق، سينتابنا نفس الشعور وهكذا دواليك…وأحد العوائق هو أن تحب شيئًا...قالوا جرب أن تحب نفسك ولو مرة، بالفعل أحبها، لذلك أحيانًا كثيرة أخسرها.
اكتشفت موخرًا أني هذا الشخص المواجه، لكنه ما إن تجاهل شيئًا ثم رآه، غُص قلبه كأنها أول مرة...إن العائق ليس فقط أن يتعلق قلبي بشيء أحبه فينفر مني، لكن أيضًا في هروب هؤلاء الذين تسببوا بأذي لي ولم أجد وقتًا لأخذ حقي كما تعودت دائمًا، هؤلاء ربما جبناء ولكن دون قلب مجروح.
كلما عدت منزلي بعد أي امتحانٍ، وأرى صور أصدقائي معًا، أشعر وكأنني أضيع حياتي الجامعية، ربما أمتلك مجموعة من الأصدقاء أو بالأحرى معارف، لكني وددت ولو لمرة أن أجد من أشاركه اهتمامتي، أن أجد من أقول له: ما رأيك في هذا المقال؟ انظر أني وجدت بيتًَا شعريًا خلابًا، ربما لأني لم أحب الخروج كثيرًا، فأصبح هي أكثر شيء يُعرض عليّ.
إن الكتابة لم أجنيّ منها شيئًا، ربما هذا الظاهر أمام الناس، ولكنها منفس أريح به باطني وعقلي، لا أقصد أن تجعلني مختلفًا، بل أقصد أني فيها حقيقيًا، أني فيها (أنا)...ألقى أحدٌ أعرفه أمامي كلمة، الجميع يحترم الكتابة لكنها لن تأتي لك بشيء ثم ضحك.
تترد هذه الكلمة بعد عامين أو عام ونصف، وكأنه علم المستقبل أمامي، هل إن عملت بها سأجني المال أم لا لمجرد أني أحببتها فقط، هل إن عشت بها وتحدثت عن المستقبل الذي أصبحت أخافه مؤخرًا سأفقدهما الإثنين لمجرد أني شعرت ب(أنا) فيهما؟...هل ستفرين مني إذا كتبت لك نصوصًا لكي أقول لك أحبك؟ .ربما فعلًا يحترمها الجميع لكنهم لا يعيشون معي فيها أو بالأحرى دعني أعيش شيئًا جميلًا فيها طالما سأفقده.
إنني ولو مرة أود أن أنال شيئًا أعجبني، وأن أحصل عليه في هدوء دون أن يحترق قلبي وأفكاري، ولو لمرة واحدة أعيش وأشارك أرائي، ولو مرة واحدة اطمئن، ولو لمرة واحدة أحب....وأن أحصل على المستقبل وأنتِ.
تعليقات
إرسال تعليق