أخشى أن أموت
هدوءٌ في الليل، وبكاء في غرفتي، صخبٌ في
المواصلات، وحزنٌ بداخلي، أخشى أن أموت وحيدًا في هذا العالم ولم أستمتع بذرة حب
فيه، أخشى أن أموت ولا تزال أحلامي مكبوتة بداخلي.
عزيزتي، كان يومًا غريبًا عندما التقيتكِ، كنت أعلم أن هذا سيحدث، وأن ما كنت أخشاه قد أتى في غير أوانه…قبل ثلاث أعوام من ذلك، أذاني أحدٌ بكلمة، وقبل عامين أذاني أخرٌ بأفعال لا تطاق، وقبل عام…رُمي شيءٌ بقلب تماهى فيه.
عزيزتي لا تسعفني كلماتي، ولا يوجد سبب لما بداخلي، ولو وُجِد لبَطل، كل ما يمر به الإنسان يجعله أقوى، هكذا دائمًا أقول لكِ، ربما حقًا يجعلنا أقوى، لكن من المؤكد أننا لن نعود كما كنا، قد جرت العادة أن أعيش حياة مضغوطة، ولكن ربما وجود حبي لك ققد ضغطنيّ أكثر.
عزيزتي، دائمًا ما تخفين ما بداخلك، وتظهرين عكسه، ولكن ليس أكثر منيّ، تقتلني فكرة أنني لن أحظى بما أريده، أن أرحل ولم أحقق شيئًا، أن تتلاشى أعضائيّ ولا أظفر، لست هذا الفتى الذي كنت عليه قبل أعوام، ولست هذا الفتى الذي كان قبل شهورٍ، ولن أكون نفسه غدًا، ولن أكون نفسه معكِ رغم كل محاولاتي أن أتجاهل ماهة شعوري لك، لكني فشلت...كانت كل محاولاتي تبوء بالفشل، كانت أكبر مني.
أخشى أن أموت إلا قبل أن أجرب الطمأنينة
أخشى أن إلا قبل أن أشعر أنني هنا…أحيا
أخشى أن أموت ولا تزال رأسي مستندة على عمود
المترو وتبكي عيني حزنًا وخوفًا...
لا أريد أن أغني أنشودة الموت بل أريد أن
أردد في أعماق نفسي أغنية لا ترتضي الألفاظ ثوبًا، أغنية لا تريد أن تسيل مع الحبر،
ولا أن تُنطق من لساني، أنشودة الحياة والحب.
" الإنسان حبيبي وأنا حبيبه، أشتاق
إليها، ولكن، أواه! لي في محبته شركة تشقيني وتعذبني، نتفرق رغمًا عنا، هي كلمة
تقولها الطبيعة، هي زهرة حبل بها الشتاء، وتمخض بها الربيع، ورباها الصيف، ونومها
الخريف، هي عطية من حيّ إلى ميت، هي أغاني الشحارير، ونور الخيال، وحكمة لم
يتعلمها الإنسان بعد.
أسامعة أنتِ هذا النداء، وهذا العويل، وهذا الضجيج،
وهذا البكاء؟ أم انتِ كالأقوياء من البشر تمتد إليهم الأكف فلا يلتفتون، وتتصاعد
نحوهم الأصوات فلا يسمعون؟ أسامعة أنتِ يا حياة للسامع؟"
تعليقات
إرسال تعليق