المشاركات

أخشى أن أموت

صورة
  هدوءٌ في الليل، وبكاء في غرفتي، صخبٌ في المواصلات، وحزنٌ بداخلي، أخشى أن أموت وحيدًا في هذا العالم ولم أستمتع بذرة حب فيه، أخشى أن أموت ولا تزال أحلامي مكبوتة بداخلي. عزيزتي، كان يومًا غريبًا عندما التقيتكِ، كنت أعلم أن هذا سيحدث، وأن ما كنت أخشاه قد أتى في غير أوانه…قبل ثلاث أعوام من ذلك، أذاني أحدٌ بكلمة، وقبل عامين أذاني أخرٌ بأفعال لا تطاق، وقبل عام…رُمي شيءٌ بقلب تماهى فيه.   عزيزتي لا تسعفني كلماتي، ولا يوجد سبب لما بداخلي، ولو وُجِد لبَطل، كل ما يمر به الإنسان يجعله أقوى، هكذا دائمًا أقول لكِ، ربما حقًا يجعلنا أقوى، لكن من المؤكد أننا لن نعود كما كنا، قد جرت العادة أن أعيش حياة مضغوطة، ولكن ربما وجود حبي لك ققد ضغطنيّ أكثر. عزيزتي، دائمًا ما تخفين ما بداخلك، وتظهرين عكسه، ولكن ليس أكثر منيّ، تقتلني فكرة أنني لن أحظى بما أريده، أن أرحل ولم أحقق شيئًا، أن تتلاشى أعضائيّ ولا أظفر، لست هذا الفتى الذي كنت عليه قبل أعوام، ولست هذا الفتى الذي كان قبل شهورٍ، ولن أكون نفسه غدًا، ولن أكون نفسه معكِ رغم كل محاولاتي أن أتجاهل ماهة شعوري لك، لكني فشلت...كانت كل محاولاتي تبوء بالف...

أنا الأفق

صورة
   مبنى المدرجات، الدور الثاني، في الزاوية التي انطوي بها دائمًا، لكن هذه المرة لم تتكالب فوقي الآمال، الذكريات، فرط التفكير، وظلمات  الطريق، بل كانت الغبطة التي صاحبتها النوم، نومٌ عميق...   قبيل  مبني المدرجات، أمضي وحيدًا، أنظر إلى جمع الفتيات، تقف في منتصفهم أنثى رقيقة، تبتسم، أتوتر، أتابع بنظري، اختفت ابتسامتها، أتوتر أكثر، أمضي، للزاوية التي انطوي بها دائمًا، أفكر .   استجمع قواي، وأربط جأشيّ، أراسلك ( عيد ميلاد سعيد)، افتعل حديثًا معك، أنتهينا، وأنا من عدت سعيدًا، أردد ( هي التي ظللت أبحث عنها كثيرًا، هي ضالتي)…ومع الأيام أتأكد كل يومٍ أنها هي...   تتكلمين لأول مرة ( أعلم أني غريبة، ولا أرى نفسيّ بصورة جيدة) أقول :- ( ياليتني أقدر على الكلام، لكنتُ نطقت، ويا ليتك قدمتي في غير وقتنا، حينها لن يكون الوضع كما الوضع)، إن هذا العالم غريبًا، ليس نحن، لا تسير الأمور على ما يرام دائمًا، هكذا تعلمت، وهكذا سأعلمك .    اختفي فترة، لا أستطيع مواجهة نفسي، لن تكوني لي، هكذا أقول، أتراجع عن قولي، أجاهده، لكن لست بقادر على مراسلتك، تمضي الأيام، تراسلي...

دفء الشتاء

صورة
    أغتدي فجرًا، ولا تزل الطيور قاطنة في أوكارها، دقائق تمر، ومن ثم أرتدي ملابسي، على وشك الرحيل، تهرول إلي أمي " انتظر، لقد أعدت لك البطاطا المهروسة بالعسل، وقد تركت معها برتقالتين، تناولهم كلهم ".   ثم تضع وشاحًا وتخنقني به " هكذا، الدنيا بردٌ بالخارج "، أتخلص من قيدها وأحاول أن أُحل عقدة الوشاح الذي يخنقني، ثم تنادي مرة أخرى " عزيزي، كن بخير، وإن يومًا رأيت فتاة تعجبك، ابتسم في وجهها ولا تشعرها ببرودة الشتاء " فأنظر لها متعجبًا وأهمس " تقول لي ذلك مذ التحقت بالجامعة، مسكينة أمي ".   أمضي في طريقي، في مقعد المواصلات، نشق ضباب الريف، وسباب العامة يتساقط عليّ لأغلق النافذة، وأنا أتابع فقط لون الحقول الأخضر الباهت من وراء ضباب الشتاء، لطالما تمنيت أن أجرب إحساس الشوق للحقول، أبتعد عنها، لا أشق الضباب المحيط بها أبدًا، وأفتقد معها رائحة الشتاء أيضًا، ومنظر الطين المستحوذ على شوارعها، وأنسى صوت طرقعة الخشب المحروق القادمة من الجيرة في الشارع بالأسفل ولا أشم رائحته تغطي جوانب المنزل.    أصل لوجهتي، أمتار قليلة تبعدني عن مبني المدرجات بالقصر العيني، ا...

تقول لي...

صورة
تقول لي :- " إنها تحبني بشدة، تحبني من أعماق قلبها حبًا جامًا، لا أعلم لما تفعل ذلك ولما تخبرني بمثل هذه الكلمات، أتفهم تمامًا أن الفتيات ربما يظهرن خلاف ما في أعماقهن، لكنها المرة الأولى التي تخبرني فيها أن نبتعد وللأبد". مبني المدرجات بالقصر العيني، في الدور الثاني، أجلس في زاوية ضئيلة مَطوية، يحدُني من وراء ملعب الكرة، يختلط حماسهم بضحكات الشبان اللاعبين على طاولات (تنس الطاولة)، وتخترقهما أصوات عمال البناء في مبنى الوظائف الحيوية   ملقيٌّ أمامي كتابيّ مادة الأطفال، أحملق بهما، وأنا أتناول البطاطا المهروسة بالعسل،  أفكر، إن كل شيء في هذه الحياة يستمر إن كان فقط متبادل…أؤمن تمامًا بأن ( ربان السفينة يغرقانها) لكن دائمًا ما كنت أقول : رب واحد ربما لا يغرقها لكنه أيضًا لا يقدمها قيد أنملة، الجميع معًا يحركانها للأمام، لا فائدة للرب بدون طاقم، وكذلك الحياة وكذلك العلاقات وكذلك الحب تقول لي:- إن الفقراء المثقفين أمثالك يكتسبون معرفتهم من الكتب، بينما الأغنياء يكتسبونها من التجربة والخطأ، ربما هذا يشكل فارق بينكم لقد كُتب على الفقراء الحكم الظاهري في كل أحوالهم، لقى الفقراء في ك...

صخبٌ في رأسي

صورة
  يقول صديقي دائمًا : ألا تعتقد أنك ستموت وحيدًا؟ لا أصدق أنك ستأتي يومًا تقول لي لقد أعجبتني فتاة، أو حتى قد قررت خِطبة إحداهن، ولو حدث وقتها سينتابني شعور أن الأرض سيحدث بها حدث عظيم، هل تملك بداخلك قلبًا أم حجرًا بل أشد قسوة.   في داخلي قلبٌ، ينبض، يستقبل دمًا، يضخه، ينتابه الهلع، الطمأنينة، الخوف، الأمان، القلق، الراحة، يتأثر بالعصب السمبثاوي، والعصب الباراسمبثاوي، وينبض ويستقبل دمًا، يضخه…هلم جر   نعم ينتابني الحب، أو للصدق -ربما- مرة الآن، الأمر وما فيه أن لي عقلًا، يخشى على قلب أبق، فيحجمه ويلجمه، وبكلمة ربما يجرح القلب جرحًا لا يندمل ولا يبرأ، وتذبل تلك الزهرة القاطنة بجوار عاطفيَ الخامدة   ما الحب إلا كلمة، ألقاها الله في قلب آدم إذ خُلقت من ضلعه…أنا فقط أخشاها، أظنها شيطان مريد في ثوب ملاك ذا أجنحة يطوف الباطن فلا يعود كسابق عهده، ويسلب العقل سلبًا لا تفعله به خمر عتيق ما رأيك إذ قلت كلمة (أحبك) ثم عادت (وأنا أيضا)، هي كبيت شعرٍ نظمه (عنترة)، كفرحة (كولمبوس) حين اكتشف قارة (امريكا)، كابتسامة فتاة رأت سرب الحمام فذهبت تنثر له البذور، كقفزة طفلة أُُهديت دميةَ...

لماذا أنت جاد هكذا؟

صورة
    حين تسحب الشمس ذيول ثوبها، ويسدل الليل ستائره، وأجلس أمام كتبي شاردًا في مشهد لا يصفه سوى عبارة ( اسأل عن اللي يقضي الليل بين الأمل وبين الذكرى) حينها أشعر بأن مخاوفي تتجمع عليّ، ربما يكون للذكرى نصيبٌ إلا أنها لم تكن أبدًا كحجم مخاوفيّ وأمالي.   إذ ما سألني أحدٌ هل تخشى المستقبل ستكوني إجابتي ( قطعًا لا)...كيف أخشى المستقبل وأنا أملك بداخلي كل الطرق الممكنة حتى وإن كتب الله طريقًا أخر حينها سأوفق فيه بالطبع لأن الله قد اختاره،  إنما أخشى الوحدة،  والتظاهر بالقوة، أشعر بأنني   في حاجة لأيادٍ ناعمة تلمس قلبي، وتقول في صوت  ناعمٍ ( أنا هنا)   إن الإنسان في حاجة لمن يطمئنه دائمًا، لمن يلامس قلبه بأيدٍ خضراء يربت على كتفيه ويتسلح بلماساتها، تقول لي ( أتعلم؟ أتملص من الماضي لأن فيه ذكرى أليمة ما تنفك تُقرح داخلي، وأخشى الحاضر لأني أحمل هموم المستقبل، وأخشى المستقبل لأني ربما لا أقدم له في الحاضر).  ربما إن كنت أنا في حالتي الطبيعية لقلت لك ما الماضي إلا ذكري وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فمنه العظة والعبر، والحاضر ما هو إلا مستقبل الماضي ...

أبجدية الياسمين

صورة
    يقولون إذا أهديت فتاة زهرة ياسمين لفتى فتعني "لا تحب بعدي أبدًا"            في قديم الزمان عاشت صبية عربية حسناء في الصحراء، قالوا عنها أجمل فتاة وُجدت في الصحراء، تغطي شعرها ووجها بخمارٍ شفاف، وفي يومٍ -وبالطبع كعادة كل الاساطير التي ستبدأ بظهور الأمير المغرم الذي سوف يشقى بها أو يخالف الواقع ويهنأ بها ومن ثم يقتلها أحد أعدائه فيصبح مكبًا على وجهه وينتكص على عقبيه لفراقها وتخر قواه- ظهر الأمير أخيرًا وتزوجها.      عاشت في قصره الضخم حتى ضجرت وهي التي عاشت عمرها كله في الصحاري، فهربت...وبجوار أحد الواحات الخضراء خلعت خمارها ورفعت يديها وتحولت رويدًا رويدًا إلى زهرة الياسمين المتعارف عليها، ويقال هذا تفسير كونها زهرة تحب الشمس.   أما عن اسمها فقالوا أن سوار فراعين مصر كان يُزين بطوق من الزهرة سموه (يآسمين) ومنها اشتق الاسم بالعربية والانجليزية معًا،  وفي أراضي الشام أحبوه كثيرًا حتى أنه استوطن الحارات والشرفات والطرقات فأصبح الشام برائحة الياسمين، وبذكر الشام يُذكر " نزار قباني " شاعر الياسمين.      ...